لكم الترحاب

على من مر من هنا كل الخمائل والسلام
عزف الكمان
ولحن أغينة الصباح
وجع الناي المكسر
وجه أمي
الحديقة
والمخيم
اوتار العود وكل شيء
والسماء
الحان المطر
لكم مني السلام
حللتم أهلا ، ونزلتم بوطن



منتزه غزة

السمرة


بحــــــــــــبك
يا وطـــــــــني





لأَنَّه أوْسَعُ مِن فَضَاء الكون

أَجْمَلُ مِنْ عَنَاقِيد السُّنْبُلَة
ولأَنَّه رَائِع
ولأَنِّي أُحِبه رِثَاءْ أَضْيَقُ مِن مَسَامَات جِلْدِكَ الأَوْسَعُ مِنْ بِحَار الله


عَانِقْ شُعَاع الشَمسِ
فَأَنْتَ مِنَ الشَمْسِ أَعْلَى
وَإلى السُحْبِ صَاعِدْ
وَتَرٌ يَدَاكَ وَوَجْهُكَ دَفْتَرُ الأشْعَارِ
وَأُغْنِيَةُ الصَّبَاحِ وَصَوْتُ الأَلَمْ
إِرْحَلْ
إِرْحَلْ فَلَيْسَ لَكَ الحَيَاةُ
فَأَنْتَ السُّحْبُ فِي أَعَالِيها
وَعُلْوُ الشَّمْسِ تَحْتَ رَاحَتِكَ انْعَدَمْ
حُمرٌ عُيُوني تَشْتكِي
وَدِماءُ أوردَتي دُمُوعِي
وَبُعدكَ القَتَّالُ يَحْرِقُني
وَيَقْتُلُنِي وَيَرْفَعُني
كَزَهْر الجُور يَرْفَعني
وَأَزْرعُه لأَنْشُقَهُ
فيَقْتُلَني
وَأَزْرعُه لأَشْنُقه فَيَعدمُني
وَأَرْسُمَه
هَيا إلى الأيامِ سِرْ واعْتَنِق عَبَقَ السَّنَابِل
عُيُونُ الله ِفي رِمْشِكْ
قَلْعَة سَاقَتْ إلى الحُبِّ الجَدِيد
مَوْلِدِكَ

"كَـــــمْ بَـــحْـراً"



كَمْ بحراً في عينيكِ

يَجْعَلُك أَجْمَل

كَمْ جِسْراً في فؤادكِ

يجعلكِ أطْهَرْ

كم عبرتِ من الأرصِفَة

لِتَصِلي لذاك النَّشيدْ

لهذا اليوم المَشْهود

كَمْ ريْحانةً في صَدْرِكِ

صَنَعَتْ مِنْك الصُمُودْ

جَعَلَتْ مِنْكِ عِيدْ

كَمْ حُلمٌ لكِ

كَمْ صَرْحٌ بَعِيدْ

يَجْعَلُك أطْهَر ، كَمْ جَميل هذا اللَّون في عَيْنَيك

حُدودُك شَغَبْ

صَدْرك لَهَبْ

عيناكِ البَحْر

أجِدْها تَصْغِيراً في سَمَاءِ العَاشِقِين

كَمْ أنْحني لِعَيْنَيْك

أُقَبِّل صَمْتك الطَّاهِر

أعزِّي فيكِ الحُبَّ

أزْرَعُ فِيكِ عُرْساً

ليولدَ من جَدِيدْ

لَوْن عَيْنَيْك ...

طَعْم شَفَتيك ...

والجِسْر العَنِيدْ

لَكِ أنْحَنِي لَنْ أنْثَنِي

لَو مُتُّ من جَديد

أُحِبُّك

أَرْسمُ مِنْك عِيدْ

يا لَحْن أغنيتي ...

يا قلعةَ صُمودْ

صَاحِبة الوَجْه السَّعِيدْ

لكِ كُلَّ شيءٍ

ولي وَحْدي حُلمٌ بعيدْ

هذي السماءُ سَمَائُكِ

وحُدودْ انْتِشَارِي حُدُود انْفِجاركْ

أشرعِي وَجْهَك ... أُنْثُريني يا نِسرينةً

تُتْقن فنَّ الإلتواء

ترانيم أغنيتي شتاء

حدودك إعياءْ

لا يملكُ المرءُ قلبانْ

لكنْ حُدودُ قَلبكِ تنْحني

فتضمُّ قارعةَ الطَّريق وتَخْتَفِي

فَتُشْرِعُ صَخََبَ السِّنْدِيان

وتَرسمُ لوحةً تُثِيرُ غُبارَ أوْرِدَتِي

لكِ أنْحَني

سيِّدتِي ....

"ثلاث شواقل ، والموت أجمل"



استيقظ على صراخ زوجته ، الإعتيادي ، تناديه يوميا لتلبية طلباتها ، هي هي المطالب ولا تتغير او تتبدل ، العام الدراسي الجديد قد اقترب والأبناء بحاجة (لكسوة المدارس) ، لم يعد يطاق هذا الحال ، ربما سينفجر في الصباح القريب إذا أيقظته زوجته ، وتحدثت معه عن (الكسوة) ، كل شيء أصبح جاهزا الآن ومعدا بحكمة ، لتسهيل عملية انتحاره ، فهذا الوضع الحقير ، لا يجرؤ على تحمله ليبتون في مجرته الواسعة ، كان الصباح كعادته ، مفعم بالحيوية والصراخ ومطالب الزوجة بتوفير اي شيء للأطفال السذج ، الفرحين (فطرةً) على دخولهم العام الجديد ، باب البيت تدقه يد الموت الآن ، فقد أتى احد اصدقائه القدامى ، يريد منه العمل لتحصيل 200 شيقل ، لم يصدق ذاك المسكين هذا الشيء ، انه الحلم الذي طالما أراد تحقيقه ، فقط 200 شيقل لإسكات أفواه صغاره ، بقيادة الأم ، توجه الأب ، وهو لا زال يحلم ، ما هو لون الدفاتر التي سأحضرها لهم ، سأشتري أجود الأنواع ، بل سأحضر لهم ما يطيب من شنط المدرسة ، وما يختارونه بأنفسهم (ساذج) ، سأجعلهم الأجمل في مدرستهم في عامهم الجديد ، هز حلمه هذا ابنه الصغير وهو يطلب (نصف شيكل) لشراء كيس شيبس (ستموني) ، الأب ، عيونه مفرغة من السواد ، متشعبة بالدموع ، قهرية ، تغتاظ من الجو المحيط ، لكنه بكل جرأة هذه المرة قال له ، لا يهمك شيء ، سأعود لك بخمسة شواقل ، وتشتري ما تشتهيه نفسك ، انني ذاهب للعمل الجديد (ساذج) ، ذهب الأب ، دخل مكان عمله ، إنه قبر ، قبر معتم ، لا يدخله إلا الأحياء ، الذين يستغنون عن أرواحهم بالمقدم ، قبالة مبلغ لا يساوي ذاك الخدش البسيط الذي تسببه الرمال في أيديهم ، نزل المسكين لعمله الجديد (النفق) وبدا بالعمل ، لم يكن من السهل أن تصمد ثلاثة امتار مكعبة من الرمل فوق رأسه ، سقطت بعنف على عنقه فقتلته وقتلت رفقاء المحجر الست المعاونين له ، وعاد لهم الأب ، محملاً على الأكتاف ، يستدينون من الناس (50 شيقلا) ثمناً لكفنه الجديد ، لكن هناك مفاجأة ، فلم يخلف الأب الوعد مع ابنه ، لقد صدق وعده ، فقد أحضر له ثلاثة شواقل ، إنها في جيب بنطاله الذي سكنته جثة هامدة لا تقدر على حراك ، أصابها الموت المفاجيء ....

قبل موته
وفي طريقه إلى العمل ، قابل أحد اصدقائه وطلب منه نقودا ، قلبه لم يكن مطمئناً هل أن العمل سيكون من نصيبه ، أم لا ، فأراد الإطمئنان على عهده مع ابنه ، واحضر له النقود ، هو أيضاً العمل من نصيبه أصبح ، وإلى الأبد ، إلى الأبد ، سكن فيه
دخل القبر ، وخرج منه محملاً ، ليرجع إليه مرة أخرى بصمت .....

"أَرْقَــــــــامْ"





َأنْ تُصْبِحَ رَقَماً بِالمُوجَبْ

يَعْني أَنَّك قدْ صِرتَ بلا رأسٍ

أَنَّ الحُبَّ يضيعُ كحلمٍ

أوْ أنَّ بِلادكَ ضَائعةٌ والبَيْت مُهَدَّم

أوْ أنَّ الزَيتونَ قدْ اجْتُثَّ

وأصْبَحَ رَملاً وشِعَارْ

أنْ تُصبح رقماً بالموجبْ

يعْني أنَّ الصَمْت معَ الأيَّام قد احْتَلَّ لِسانَك

يعني أنَّك تَفْقِدُ أعياداً

أنَّ العُرسَ يَصِيرُ عَزَاءْ

كَمْ نَذْكُر أرقاماً في اليومِ

بدلاً من ذِكر أسامي

فِي بلدي كلّ حُروفِ الحُب تَجَلَّت

وتَبَدَّلَ إِسْمٌ بالرَّقَمِ

كَيف تُفَسِّر حادثةً

إنْ مَاتَ بِها

عَشْرةُ أشخاصٍ وتَنَاثَر بِها سَبْع شَظَايَا

وَتَهَدَّم فِيها بَيتٌ وانْهَار الثاني

أَصْحَابُ الأرْقَام هُم الأصْدقْ

والإسْم مَع الأيَّام يضيعْ

وتُبدلُ حاشيةُ الأسْماء بأرقام

وتَمُوت حُروف الأيَّام

إنْ مَاتَ الشَّخْصُ فَلا يُذْكَر إسْمٌ للشخْص

ولَكِنْ عَدُّ الشَّخْصِ كَمَا رقمٌ هُوَ أفضل من سَرْد أسَامِي

مَاتَ ثَلاثةُ أشخاصٍ واستُشْهِدَ تَاسِعْ

مُسِحَتْ عَشْر صَوَامِعَ

واجْتُثَّتْ سِتُّون قَصِيدة

إنَّا نَذْكُر أَحْبَاباً

ذكرَى بالرَّقَمِ

ذِكْرُ الأَسْمَاء يُولِّدُ حزناً

ويُصِيبُ العَيْنَ بِدَمعٍ جارِ

آهِ عَلَى الأيَّام

لا نَعْرِفُ سَبتاً أوْ أَحَداً

إنَّا نَحْفَظُ ....

اليَوْمُ الأَوَّلُ والثَّانِي يَتْلُوهُ

التَاسِعُ والسَابِعْ

اللَّيْلُ مَع الأيَّام مَع البُلدان الضَّائِعَة

مَعْ سَهْرةِ شَجَنٍ أبديَّة

مع زعترْ

مع ذكْر الماضِي

حُلْو الأيَّام نُرَقِّمُه

وعَلَى الأمْوات نُغَنِّي

ستونَ قَصِيدَة

أرْقَــامْ !!!!

أنْ تُصْبِحَ رقماً بِالمُوجَبْ

خيرٌ مِن أنْ تُصْبِحَ رقَماً بالسَّالبْ



"يـاسَـــمِيــــنـةْ"




حَبِيبَتي يَاسَمِينةٌ شَامِيَّة

أوْ أجْمَل

شَعْرُها حُريَّتي

عُيُونُها انْتِحار

رُمُوشُها بُندقيَّتي

وفَمُها العَلَم

وجْهُهَا دفاتِر أشْعاري

صَوتُها رصَاصَتي

وصَمْتها ..... نَغَمَْ

أََضْعُف عند لِقَائِها

أمُوتُ انْدثَاراً

إنْ أنا لامَسْتُها

ناريَّة

وأحْيا في ابْتِعَادِي

وأنْسَاهَا أحْيَاناً

حتى يَنْسى الموتُ دَرْبي

أُحبُّها وأحب فيها كلَّ شَئْ

الشَّمسُ تَضخُّ النُّور مِن وجْهِهَا

والصُبْح يَحيَا لأجْلِهَا

وَأنَا المُكَرَّسُ في الحياةِ لِحُبِّها

جلْدي وِشَاحُها

وعَظْمِي مِسْنَد لَهَا

وأضْعُفُ إنْ فَارَقْتُها

فَهي الحياةُ إذا اقْتَرَبْت

ورَصَاصَة إذا هَاجَرْت

أحبُّها ولهَا وَحْدَها

حُبِّي

وانْتِحَارِي....



"لُعَــــــــــابْ"




لُعَابْ ثَوْرَتِهم يسيلُ

عَلى أَفْخاذ النِّساء

سَهواً بلا قصدٍ

وَجُيُوبُهم تَكْتَظُّ مِن دَمِنا

وَمِن عَرَقٍ لِلْمَرْأَة الثَّكلى

وَمِنْ لَحْم الشهيد

وَيَخرج مِن أَفْوَاهِهِم صوتٌ

لا صدى له لِيردَّه

يَصْرُخُ فِي الرِّيح إنَّا عَائِدونْ

لاَ لنْ يَعودوا

وَلاهُمْ إِليْها يَرْجِعُونْ

فِي اللَّيل هُم يَرْسُمونَ العِيدَ

على دَمْع أَرْملةٍ

وَيَشْنُقُونَ الطِّفْل

على كأسٍ من نَبِيذْ

لا لَنْ تَعُودُوا سَادَتي

لَنْ تَفْرَحُوا أبداً

بِيَومٍ فِيه عيدْ

****

لَهُم فَخْذُ عِجلٍ سَمين

ولَنا وَحْدنا خُبزٌ

ولنا الزَّعترْ

لَهم كأْسُ النَبِيذ مِنْ دَمِنَا

وَلَنَا المَاءُ العَادِمْ



مخيـــــــم





اللهاث كالعطل الصيفية تناحرت وتجادلت كيف الوصول لتلك الفوهة العريضة (فمي) لتخرج هذه اللهثات ، لا زلت أنظر ولا زالت تلك النظرات التي شنها جند الحظيرة وعيون جرار الغاز التي لا ترحم كأفواه الصغار الذين يغفون على أمعاء صدئة لا يمليها إلا الفراغ الحقير ، هذا هو مخيم اللجوء ، الموشوم بلوائح الصبر ، المزدهر بالممرات الضيقة ، وقنوات الصرف الصحي ، المكبل بصور الشهداء ، المعتز بنفسه ، الأبله .



"صَــــــــمْت"






وقَفتُ أمَامَ مِرآتي

رَأَيتُ صَاحِبَ الوَجْهِ المجعَّدْ

هلْ هُوَ وَجْهُ أَبِي

أمْ وَجه المِصباح

أَوجهُ الحَدِيقَةِ

أمْ وَجْهُ المُخيَّمْ

اكتِشَفْتُ أنِّي أَمَامَ وجْهِي

رُبَّما يُشْبِهُنِي ولا يُمَثِّلُني

أُحَاكِيهِ لأنَّنِي دوماً أُحَاكِيهِ

وأَحيكُ مِنْ جِلْدي لَهُ عَبَاءة

أنْظُرُ إِلَيهِ

يَرْمِقُني بِنَظْرةٍ أَشْرَسْ

أسألهُ ....يَرُدُّ سُؤَالِي جَوابَا

أنْثُرُ نَفْسِي أَمَامَ عُيونِهِ

أبْكِي .... فَيَبْكينِي

أشْكِي ... فََيُمْطِرُني بالشَّكَاوَى

أهزُّ رأسي فَيَهزُّ نَعْلَه

أَرْفَعُ هَامَتِي فَيَحْنِي قَامَتَهُ

أجِدْهُ يُشْبِهُنِي

أمْنَحْهُ صِفَةَ القائِد القَومِيِّ

أسْأَلْهُ ...

لِمَ الصَّمْتُ يا عَرَبِي ...؟!

يُجِيبْ ...

لِمَ الصَّمْتُ يا عَرَبي ...؟!

أَقُولُ لَهُ : مَتَى سَتَنْهَضْ أيُّها العَرَبِي

فَيَقُولُ لِي : نَمْ يَا غَبِيّ .......



"صَـــــــغيرْ"





حُلُمِي صَغير

أنْ أَحملَ قَامَتي سَائِراً حِيناً

وأحياناً أَطيرْ

كُلَّما أَسِيرُ إلى حُلُمِي

أجدْ نَفسي أسِير

دَربُ الأزهارِ جَميلٌ

لكنَّ دَرْبَ الشَّوكِ

رماديٌّ حيناً وألذُّ أكثرْ

حَمَلتُ جُرحِيَ مَرةً..كانت جِراحي

منَ السِّكين تَنْزِف

بِضِمادٍ لَمْلَمْتُ جُرحِيَ المَنسوجِ بالزيتونِ

فَوَجَدْتُ ضِمادَ الجُرحِ سِكِّيناً

يَخْتَفِي بِمَلامِحٍ فانْدَثَر

جَمِيلٌ أَنتَ يا حُلُمي ...

صَغِيرٌ أَنْتَ يا عُمْري ...

ويَقذِفُني الزَّمانُ رَصَاصَةً

فتَثورُ في جَوفِي حَدَائِقْ

عابراً نحوَ الرَّيْحان

فينْسَاني الشَّوكُ وأعْبُر

سامحَتْني أمِّي مَرَّةً إنْ أنا مَزَّقْتُ أَحْلامِي

وأَحْلُم أن تعفوَ الأحْلامُ عني

إنْ أنا مَزَّقْتُها

ويموتُ فِي ذَاتِي كِبْرِيَائِي

فأَنَا لمْ أجِدْ في خَيمةِ الغَوثِ

أيُّ دربٍ لأَحْمِيَ فيهِ حُلمي

أنا الضَياعُ المُكرَّر....

أنا الحَمَامُ....

وبأعشاشِ الحَمَامِ

هناك حُلُمٌ تَعَثَّرْ.....

"نَــــــامي بِــلا خَـــــوْفٍ"



غَطِّي عيونك وانْجَلي

وتَلاصَقِي مَعَ الأحْلام والقُبَل

غَطِّي عُيُونَك ثُم نَامي

نَامي ... !!

فَعَين الله تَحرُسُنا وتَحْمينا

وأَرواحٌ فِي أَجْسَادِنَا طُهرٌ

سَنَحْمِلُها عَلى أَكْتَافِنَا

فَوقَ الشَّمس في أًَيَادينَا

نَامي ... !!

فَمَوعِدُ لَيْلِنَا حَلَّ الصَّبَاحُ بِهِ

وَجُنْدُ عُروبةٍ خَانوا

سَيَمْحُوا عَارَهُم صَبْراً

سَيَقْتُل جُبْنَهُم حَجَراً

وَسَيَرْسُم فَجرنَا طفلاً

يشْتَهي المَوْتَ البَطيءَ وأمَّهُ

يَرسُم العِيدَ البَسيطَ ولحنَه

يَغْفو عَلى قََدرٍ جَمِيل

نَامي ... !!

فَإِنَّ النَّومَ فِي هَذَا العَصْر

إِعْجَازٌ ومُعْجِزَةٌ

تَحْتَ الطَّائِر الحَرْبِيِّ

بِقُرب القَاتِل النَّازيِّ

قُبَالَة بَحْرِنا الغَزيِّ

وَبَحرُنَا الغَزِّيُّ

لا يَعْرِفُ المِينَاءُ مَوْجَتَه

لا يُتْقِنُ البَحَّارُ مَشْيَتَهُ

وأَسْرَارُ

نَامِي ... !!

فَالقَدَرُ المَجْهُولُ نَعْرِفُه

ونَعْرف أَنَّه

بِسدْرة المُنْتهى مُلتقانَا

وَلِقَاءُ جِباهِهِم ذُلاًّ

تَحْت الذُّل

يَدُوس لِقَائَهم

نعلٌ

ويَمْحو قَتْلهم فِينَا

نَامي ... !!

نَامي فَعَينُ الله تَحرُسُنا وتَحْمِينَا.....